عائشة
(ترجمه من الإنجليزية: غلام غوث، نيو إيج اسلام)
هذا الجزء من المقالة يتعلق بالأيدولوجية السياسية الناتجة عن فكرة المودودي
الأيدولوجية السياسية للاسلام حسب المودودي
أصبح من اللازم ان نحدد الأيدولوجية الاسلامية للاسلام ، بعد أن نتأکد من ضرورة قيام الدولة ككيان سياسي. ومن الواضح أن الأيدولوجية تستند إلى المبادئ الأساسية التي تم وضعها في المناقشة بالفعل. قبل أن نتقدم إلى الأمام ، يجب أن نقدم التوضيحات التالية فيما يتعلق بالدولة الإسلامية. (المودودي،127)
1. ليس لفرد أو أسرة أو طبقة أو حزب أو لسائر القاطنين في الدولة نصيب من الحاكمية فإن الحاكم الحقيقي هو الله والسلطة الحقيقية مختصة بذاته تعالى وحده والذين من دونه في هذه المعمورة إنما هم رعايا في سلطانه العظيم
2. ليس لأحد من دون الله شيء من أمر التشريع ولا یستطیع المسلمون جميعاً، ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً، أن يشرعوا قانوناً ولا يقدرون أن يغيروا شيئاً مما شرع الله لهم.
3. إن الدولة الإسلامية لا یتأسس بنيانها إلا على ذالك القانون المشروع الذي جاء به النبي من عند ربه مهما تغيرت الظروف والأحوال والحكومات التي بيدها زمام هذه الدولة لا تستحق طاعة الناس إلا من حيث أنها تحكم بما أنزل الله وتنفذ أمره تعالى في خلقه.
والخطوة العقلية الأخرى لتعريف طبيعة الدولة الاسلامية هي أن الأيدولوجية السياسية التي ذكرت أعلاه لا تسمح ديمقراطية علمانية. وفي نفس الوقت لا يمكن ان تكون الدولة الاسلامية ثيوقراطية لأنها ليست دولة يستبد بأمرها المشائخ أو طبقة من السدنة. ويصف المودودي الدولة الاسلامية بثيوقراطية يستحق فيها الجماهير الحق في التعبير في المجال السياسي الذي تم تحديده وفق ما ورد به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ويتم تقديم الحاكمية الشعبية المقيدة إلى الجماهير. (المودودي، 130).
ويتم تشكليل السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية كليهما وللمسلمين جميعا الحق في التشريع في كل المسائل التي لم يأمر بها القرآن أمرا مباشرا. سيتم تنفيذ هذه العملية من التشريعات من خلال التشاور المتبادل. ومن شأن هذه الخصائص تحول الدولة الإسلامية إلى دولة ديمقراطية. فإن السمة المميزة لهذه الديمقراطية هي أن الرعايا سيتم حكمهم من خلال شريعة الله وليس مما جعل الانسان من القوانين، فالدولة الاسلامية ستكون دولة ثيوقراطية.
إن الغرض لإقامة الدولة الاسلامية قد ذكرت في القرآن الكريم:
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (سورة الحديد، الآية رقمها 25)
وقد أوضح المودودي أن المراد من "الحديد" في هذه الآية هو القوة السياسية القسرية التي تمارسها الدولة بهدف إقامة النظام المتوازن بشكل جيد لإنشاء العدالة الاجتماعية.
وفي الختام، علينا توضيح مفهوم الدولة الاسلامية فيما يتعلق بالخلافة. وقد أثبتنا بالفعل أن القرآن يقدم نظاما للخلافة على النقيض من نظام للحكم المباشر. لقد عين الله الخلفاء في شكل الأنبياء الذين كانوا مزودین بالقوات المحددة. ولكن هذه الحال كانت مع الرجال الذين اختارهم الله والآن لا يمكن تكرارها.
ولذلك، في غياب الوفد المباشر للفرد، يقدم القرآن الکریم مفهوم "الخلافة العمومية " التي لا يستبد بها فرد أو أسرة أو طبقة و لم يقل الله إنه يستخلف أحدا من المؤمنين بل أنه وعد جميع المؤمنين بالاستخلاف . وهذا يعزز فكرة الثيوقراطية الاسلامية. ثم يتم تحديد السمات البارزة لهذه الثيوقراطية. (المودودي 142-144)
1. كل مسلم خليفة عن الله ولا يكون هناك أي تمييز إلا بالتقوى.
2. وفي المجتمع تحت هذا النظام لا يجوز التمييز بين المواطنين على أساس الحالة الاجتماعية أو الإعاقة المتصورة. وسيتم تزوید كل فرد بالفرص المتساوية للتطوير والازدهار.
3. ولن يسمح لأي جماعة بأن تسلط الدكتاتورية على الجماهير أو بأن تنخرط في أي نوع من النظام الصارم من شأنه الحد من الحرية الفردية.
4. سيتم توفیر الحق في التصويت لكل فرد عاقل وبالتالي فإنه سيكون قادرا على أن يقرر طبيعة الخلافة.
11 سبتمبر، 2013
Source: http://ayesha.wordpress.com/2006/04/17/maududi-the-islamic-state-and-jamaat-i-islami-part-ii
URL for the English article: https://newageislam.com/islam-politics/maududi,-islamic-state-jamaat-e-ii/d/13275
URL for the Arabic article part 1: https://newageislam.com/arabic-section/maududi,-islamic-state-jamaat-e-part-1/d/13437
URL for this article: https://newageislam.com/arabic-section/maududi,-islamic-state-jamaat-e-part-ii/d/13459