جوناس يونس
With Islamophobia on the rise in the West and extremism in the name of Islam growing in the East –evidenced by sectarian violence in countries like Egypt, Syria and Pakistan – the debate is often presented as a clash between Western values and Islamic fundamentalism. Few people are aware however, how much internal debate is going on within the Muslim community itself. Old ideas are challenged, new groups are forming and all sorts of evolutions take place that do not fit the crude dichotomies of “secular versus religious” or “democracy versus Islam” that politics and the media so often adhere to when discussing current events. For someone with a background in anthropology and theology, this intrigues. I therefore decided to look up some of the most influential spiritual leaders and artists from the Muslim world and dialogue with them about these momentous changes on the crossroads of religion, culture and society.
تجد الجالية المسلمة نفسها في كافة أنحاء العالم وقد وقعت في وسط جدل مجتمعي شاق. ومع تزايد الرهاب الإسلامي في الغرب، والتطرف باسم الإسلام في الشرق، كما يظهر في العنف الطائفي في دول مثل مصر وسوريا والباكستان، يجري أحياناً عرض الجدل على أنه صدام بين القيم الغربية والأصولية الإسلامية. إلا أن قلة من الناس يعون مدى الجدل الداخلي في الجالية المسلمة نفسها، حيث يجري تحدّي الأفكار القديمة وتشكيل جماعات جديدة. وتجري كافة أنواع التطورات والنشوء التي لا تناسب الثنائيات الفجّة لـِ "العلماني ضد المتدين" أو "الديمقراطية ضد الإسلام"، التي يلتزم بها الإعلام أحياناً عديدة، عند بحث الأحداث القائمة.
بالنسبة لإنسان لهُ خلفية في الدراسات السكانية والدينية، يشكّل ذلك دسيسة ومكيدة. لذا قررْتُ أن أبحث عن بعض القادة الروحانيين والفنانين الأكثر تأثيراً من العالم المسلم ومحاورتهم حول هذه التغييرات الهائلة على مفترق طرق الدين والثقافة والمجتمع. أردْتُ تعلُّم المزيد عن أفكار جديدة بدأت تظهر في المجتمعات المسلمة، وكلّي أمل بأن أجد نظرات معمقة جديدة يمكن أن تظهر لنا الطريق للخروج من الطرح الحالي لهذا الثنائي.
جمعْتُ كافة هذه الأحاديث على موقع على الإنترنت وأسميت المشروع "الراهب الحلال". بدا لي ذلك على أنه الإسم المناسب لهذه الحوارات عبر الديانات ورحلتي عبر الإسلام كمسيحي.
تسنح لي الفرصة كوني الراهب الحلال لأن أقابل أناساً مميزين. تحدثْتُ عن الإيمان والخوف والحب مع فيصل رؤوف، الإمام وراء ما يسمى بمسجد النقطة الصفر. تحدثْتُ عن الموسيقى الصوفية مع المطربة الباكستانية العظيمة عبيدة برفين، وحصلْتُ على تفسير حول السلطة الحقيقية في العالم الإسلامي من العالِم البريطاني الموقّر عبد الحكيم مراد.
عندما سألت مراد أين تقع مراكز السلطة الحقيقية، كان هدف ذلك السؤال غير المتوقع النظر إلى ما وراء القوة الدنيوية باتجاه القديسين التي تعيش ذكراهم معنا. "لقد ذهبت ذاتهم ولم تبقَ سوى البقايا النبوية. تستطيع رؤية الكرامة والحكمة القديمة وإنكار الذات والحب تجاه الآخرين، تراها في النبي وتراها في القديس."
شكّل جواب مراد تجسيداً للموضوع الذي تشترك فيه جميع مواجهاتي معاً. أكّد جميع الناس الذين بوركت بمقابلتهم على أهمية النظر إلى ما وراء الحرَفية لكل من المتطرفين الدينيين وكذلك للماديين المخلصين، فهم يعارضون المجتمع الاستهلاكي بشكل زائد، ولكنهم يشجبون كذلك الجمود الديني. وهم يجذّرون أنفسهم بعمق في التقاليد الإسلامية، ولكنهم لا يحددون دينهم بمجموعة من الثوابت والقوانين والمظاهر الجسدية.
لذا، يظهر العديد منهم سبيلاً للخروج من الثنائية والنزاع ليس فقط من خلال الكلمات وإنما من خلال الأمثلة. لم تكن معتقداتهم المحددة وإنما شخصياتهم اللطيفة وشعورهم بالعدالة وقلوبهم الرحيمة هي الإثباتات على دينهم الإسلامي.
أبرز هذا الإدراك تأملاً ذاتياً أعمق حول خلفيتي الثقافية ونشأتي المسيحية، جعلتني أتذكر كيف تملك التقاليد المسيحية قابلية التأكيد على العقيدة على أنها جانبها الأساسي. ويماثل ذلك القول أنها تؤكد على الحاجة للإيمان الصحيح. وبما أن العديد من قيمنا ومعاييرنا وأخلاقياتنا مستمدة من الثقافة المسيحية فقد رأيت أن العالم الغربي بشكل عام يركّز بشكل كبير على القناعات الصحيحة.
لهذا السبب بالذات نتجادل حول مدى تناغم الإسلام مع الديمقراطية، أو سبب كون القناعات الدينية بشكل عام تُبحَث أحياناً من خلال السؤال إلى أي مدى تقبل أو ترفض اكتشافات علمية محددة. ولكن رحلتي حتى الآن علّمتني ما يلي: ليس الدين عن مدى كونك على حق، وإنما عن كونك صالحاً.
ربما وقتها يجب ألا تنظر إلى النزاعات المعاصرة بين الغرب والعالم الإسلامي كمشكلة أفكار متصادمة أو ثقافات غير متناغمة. فهي ليست جدالات يمكن الفوز بها من جانب من هو على حق، إذ لا يمكن التغلب عليها إلا عندما نحاول جميعاً أن نكون صالحين، وهو بمثابة القول أنه عندما نحاول الحفاظ على الخطوط العريضة الأخلاقية العامة بأن لا نؤذي أو نقتل أو نسرق، وعندما نحاول العيش حسب القانون الذهبي بألا تفعل تجاه الغير ما لا نرغب أن يفعلوه تجاهنا.
لذا لا منطق بأن نطلب من المسلمين أن يكونوا مسلمين أكثر اعتدالاً. الواقع أنه يتوجب علينا مساندة المسلمين ليكونوا مسلمين أفضل، تماماً كما يتوجب علينا أن ندعم اليهود ليكونوا يهوداً أفضل والمسيحيين ليكونوا مسيحيين أفضل. ليست الشفقة والعدالة والإنسانية نتيجة للقناعات الحديثة، وإنما نتيجة للروح والجوهر.
14 أکتوبر 2013م
Source: http://www.cgnews.org/article.php?id=33230&lan=ar
URL: https://newageislam.com/arabic-section/islam-changes-challenges-/d/14004