سلطان شاهين، رئیس التحریر، نیو إیج إسلام
ھل نحن المسلمون مسوؤلون عن ھذا ؟ ما ھي واجباتنا تجاہ ھذہ الأوضاع؟
ھذا ما یسألھ سلطان شاھین، رئیس التحریر، نیوإیج إسلام
بیان شفوي لسلطان شاھین، في الدورة الثالثة عشر لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة في جنيف في 16 مارس، عام 2010م:
مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة
الدورة الثالثة عشر
البند: 5 من جدول الأعمال: مناقشة عامة: هيئات حقوق الإنسان
بيان شفوي من قبل: سلطان شاهين
باسم: النادي الدولي لأبحاث السلام
سعادۃ الرئيس،
أود أن أقتصر على التأمل في مشاكل الأقليات الدينية، و تحدیدا الأقليات المسلمۃ التي تواجه اليوم كراهية الأجانب وأنواع التعصب المتصلۃ بھا في جو من الخوف من الإسلام على نطاق واسع. نحن المسلمون نشكو أيضا من محاولة لتشجيع الإسلاموفوبيا. وقد زاد الحظر الفرنسي على ارتداء النقاب و الحظر السويسري علی بناء المآذن فسادا في ھذا الوضع المقلق. نحن لا نعرف على وجه اليقين كم من هذه الإجراءات تتعلق بالحرب الصليبية ضد الإسلام والمسلمين وكم منھا رد فعل لتزايد التطرف والجذریۃ في المجتمعات الإسلامية.
ولكنني أری أن التأمل في النفس من جانب المسلمين والحكومات الإسلامیۃ مفقود تماما في ھذا النقاش المستمر. أود أن أسلط الضوء علیھ على وجه التحدید اليوم. بينما نحن المسلمين نطلب الحق و الحرية لنشر ديننا في الدول ذات الأغلبية غير المسلمۃ، يبدو کأننا لا نھتم بمعاناۃ الأقليات الدينية التي تعيش في الدول ذات الأغلبية المسلمۃ.
ولایمکن إنکار الحقیقة أن المجتمعات المسلمة بصفة عامة قد أصبحت جذریة خلال العقود الماضية. وكان هذا نتيجة مباشرة لعشرات المليارات من أموال النفط التي تم صرفھا في تعزيز نظریة الإسلام الجامدة الظلامية الجافة المحرومة من جماله وفضله. وقد جال دعاة "إسلام البترودولار" في جميع أنحاء العالم لتطويرھذہ الهوية المنفصلة للمسلمین التي تميزهم ليس فقط في ممارساتھم و شعائرھم الإسلامية، بل في مظاھرھم وملابسھم أيضا. فإن الارتفاع الهائل في ارتداء الحجاب بین النساء المسلمات و تزايد الرجال المسلمین الملتحیین ليس مجرد الصدفة۔
یتصاعد التمييز ضد الأقليات الدينية في الدول ذات الغالبية المسلمة. والقوانين لمكافحة التجديف، على سبيل المثال، یتم استخدامھا بشكل روتيني للمضايقة وارتكاب أعمال العنف ضد الأقليات الدينية. وذكر تقرير للمراسل الخاص المعني بحرية الدين أو المعتقد، السيدة أسماء جاهانجير، حالة المسيحيين والطائفة الأقلية المسلمة من الأحمديين الذين يتعرضون للمضايقة باستمرار على مزاعم لا أساس لها من التجديف في باكستان على الرغم من تعھدات الحكومة بالوفاء بالتزاماتها الدولية. کل واحد یقرأ أو یری، تقريبا بشكل روتيني عبر وسائل الإعلام في هذه الأيام، العناوين كما يلي:
شاب سعودي يقتل ابنته بسبب اعتناقها المسيحية
قطع رأس اثنين من السيخ في باكستان لرفضهما اعتناق الإسلام
الهندوس الباكستانيون الخائفون یغادرون إلى الهند
ماليزيا تسلب حقوق الهندوس
إندونيسيا: قناۃ دینیة تهدد التعددية
وھلم جرا۔
سعادۃ الرئیس!
والمشكلة الأخرى التي يمكنھا أن تزید الخوف من الإسلام هو انتشار نظریۃ سلطۃ الإسلام السیاسیۃ على نطاق واسع في المجتمع الإسلامي . قال الله تعالی لنا في القرآن الكريم إن الإسلام ليس دينا جديدا، بل هو دين واحد إرساله إلى هذہ الأرض من خلال عشرات الآلاف من الأنبياء السابقین۔
وقيل لنا أن القرآن الكريم هو مجرد تكرار للرسالۃ التي تم إرسالها من قبل. وقیل لنا،على وجه التحديد، أن لا نعتقد بأننا فقط شعب الله المختار. لكننا لم نسمع ذالک. وقد وضعنا إيديولوجية سلطۃ الإسلام السیاسیۃ خلافا لجميع التعاليم الإسلامية. ووضعنا النظرية أن المسلمين وحدهم سيدخلون في الجنة، وغیرھم کلھم سیذھبون إلى الجحيم، مهما کانوا من الصالحين. ومن الواضح أن أي شخص يؤوي نوعا من الشعور بالتفوق على غیرہ ربما لا یستطیع أن تکون لھ علاقات طيبة معهم۔
ثم ظھرت جماعة من المسلمین الذین ینشرون النظریات المتطرفة الشنیعة لتضلیل الشباب المسلمین و إبعادھم من کل طقس من الطقوس الإسلامیة مثل الحج وتقدیس الکعبة المعظمة التي لھا أھمیة بالغة ومکانة مرموقة لیس بعد ظھور الإسلام فقط بل قبل ذالک أیضا۔ وھم یقولون لنا أنھ یجب علینا أن نبدو مختلفین ومنفصلین عن عن جميع أتباع الديانات الأخرى ونتخلي عن تقاليدنا الثقافية المحلية أیضا.
وھناک فرع من فروع ھذہ الجماعۃ تقال لھا ‘‘الجماعۃ الجھادیۃ’’۔ وھذہ ھي الجماعۃ الجھادیۃ التي تضل شبابنا، وتحولھم من الإنسان إلی القنابل البشریۃ، وتستخدم بعض الآيات من القرآن الكريم لتبریرأسلحة الحرب۔ من ذالذي لا یعرف أن النبي صلی اللہ علیھ وسلم کان مضطرا للقتال للدفاع عن الإسلام والمسلمین۔ فھذہ الآیات نزلت في ذالک الوقت لتشجیع جھادہ ولا یجوز تطبیقھا الیوم۔
في حين أن الجماعۃ الجهاديۃ يستخدم هذه الآيات لتضلیل شبابنا الیوم، یساعدھم أتباع ‘‘الإسلام المدعم بالبترودولار’’ بالقول مرارا وتكرارا أن كل كلمة في القرآن هي ذات أهمية عالمية على حد سواء مما يدل على أن الدعوة إلى الحرب الواردة فيھ تحمل نفس القيمة والأھمیة حتی الیوم، وھي بمثابۃ الدعوة إلى الصلاة أو الدعوة إلى البر۔
نحن المسلمون في الأغلبیۃ نبقی صامتین وساکتین عن کل ذالک۔ ونسمح لکل منھم أن یدمر مجتمعاتنا وعلاقاتنا مع المجتمعات الأخری۔ ونسمح لھم أن یستخدموا العبارات الدینیۃ خارج نطاقھا لتشویھ الإسلام کدین جاف صحراوي لا نشاط فیھ ولا طراوۃ، مع أن الجمال من صفۃ من صفات اللہ تعالی ولکنھم یملوؤن دینھم بالقبح والفتنة فقط ۔
سعادۃ الرئیس!
التيار الرئیسي للإسلام لا يزال ھو التيار الرئيسي لحد الآن. وهذه الجماعات لا تزال تبقی صغیرۃ، لکن ضخ الأموال الضخمة یساعدھا في نشر العدوانیۃ۔ فقد حان الوقت للمسلمین وحکوماتھم الإسلامیة أن یتوقفوا من المطالبات المستمرۃ لحقوقھم من المجتمع الدولي، وبدلا من ذالک، یبذلوا قصاری جھودھم في تحقیق السلام وحفظ حقوق الإنسان لجميع الشعوب في جميع أنحاء العالم. وحان الوقت أن نکافح الجماعات والنظریات الجهادية قبل أن ینقضی ویتضیع الکثیر من الوقت۔ فعلينا أن نعود إلى جذورنا، جذورنا القرآنية، وجذورنا الفلسفية، وموقف أولیائنا الصالحین وتعاليمهم. وعلینا أن نستعید سعة الأفق التي ورثھا أولیاء اللہ الأتقیاء ونتمثل بصفاتھم من الکرم والصفح والامتنان التي کانت السمات المميزة لنبينا صلی اللہ علیھ وسلم۔ والمسألة التي نواجھھا الیوم في حالۃ الطوارئ ھو إنقاذ أطفالنا وشبابنا من التطرق إلى المعسكرات الجهادية والخلايا النائمة والنشطة ۔ وأدنی ما يمكننا القيام به ھو حماية شبابنا، وحفظ حقوق الإنسانية جمعاء، وكذلك السلام العالمي وأن نشرح ونؤضح لشعبنا بصوت عال وبشكل متكرر:
أننا لسنا شعب الله المختار؛ ونظریۃ تعالي الاسلام تعاليا هراء وسفاھۃ وکلام فارغ وأن جمیع الأمم لجميع الأنبياء متساوون عند الله الذي سيحكم علیھم وفقا لدينهم، وأن آيات الجھاد القرآنیۃ کانت مختصۃ بالحروب الإسلامیۃ الماضیۃ ولا یجوز تطبیقھا الیوم في ھذہ الأوضاع۔
وأن الإسلام ليس دينا حصريا محددا کما یکثفھ أصحاب البترودولار۔ بل هو دين التعايش الذي یمکن أن نخلص مفھومھ في ھذہ الآیات القرآنیۃ: ‘‘لکم دینکم ولي دین’’ و ‘‘لا إکراہ في الدین’’۔ وأنھ من الخطورہ أن نصر علی وضع القوانين الشريعة الإسلامية في الدول غير الإسلامیة۔ و الهند هي الدولة الوحيدة ذات الغالبية غير المسلمۃ في العالم التي تسمح المسلمين لتنظيم حياتهم العائلية وفقا للقوانين الشخصية الخاصة بهم. ولكن الدول والمجتمعات الأخرى لا تؤفر لھم ذالک.أما البلدان الإسلامیۃ فإنھا لا تسمح الأقليات الدينية هذه الحرية. (فیتضح منھ أن إثارۃ ھذہ القضية في أوروبا وغيرها من البلدان الأخری غیرالإسلامیۃ ستؤدي إلی المزيد من كراهية الإسلام في إطار الظروف الحاليۃ۔ ولیس من الصعب فھم وإدراک الأسباب التي تدفع العالم إلی المخاوف من الإسلام والمسلمین مع أنھ ينبغي لجميع الحكومات العالمیۃ أن تحاول بکل ما بوسعھا لمحاربۃ الإسلاموفوبیا وحماية الحقوق المشروعة للمسلمین في العالم). وأن الحرية الدينية شيء لا یتجزأ. وإذا نحن نحتاج، كمجتمع أقلية، إلى الحرية الدینیة، فمن واجبنا أيضا النضال من أجل الحرية الدينية للأقليات في الدول الإسلامیة. وأن الإسلام يعلمنا الاجتهاد، وإعادة التفكير، حتى نتمكن من التكيف مع أحدث حقائق الأزمنة المتغيرة.
ترجمھ من الإنجلیزیۃ: غلام رسول، نیو إیج إسلام
URL for English Article:
URL for this Article: