السيد منظور عالم، نيو إيج اسلام
22أغسطس،عام 2013
قبل ان ألفت نظراتکم إلى الموضوع ، أود تقديم مقدمة طويلة في الجزء الأول، متحدثا عن موضوع آخر یتعلق بالقضايا ذات الصلة. أول هذه القضايا يدور حول الكرتون الدنماركي المثير للجدل. یربط الناس هذه القضية مع حرية التعبير، ولكن في الواقع ليس له علاقة مع حرية التعبير. وذلك لأن كل مجتمع منفرد في العالم، ولديه بعض القضايا التي يعتبرها من التابوهات.
أحيانا يتم وضع ذالك التابوا قانونيا وتقول الحكومة لا يجوز لأي واحد الحديث عنه. وكل دولة واقعة على هذه الأرض لديها القوانين الموجهة ضد الأنواع المعينة من الكلام مثل القذف، والهجاء، و خطاب الكراهية وما إلى ذالك. وفي بعض الأحيان، من المهم أن نلاحظ أن الحكومة لا تضع هذه القوانين إلا المعايير الاجتماعية والقيم الثقافية. ولكل مجتمع بعض القضايا التي تعتبرھا من المحرمات أو التابوهات، فلا يمكنك الحديث عنها وإلا فإنك يجب عليك أن تدفع ثمنا؛ لعلك لا تذهب إلى السجن إلا أنك ستواجه الوصمة الاجتماعية المرتبطة بك حتى ان تفقد القيمة الخاصة بك في ذلك المجتمع.
على سبيل المثال، إذا كان ھناک شخص عنصري في الولايات المتحدة ويعزز العنصرية باستخدام كلمة إنجليزية "N"، من الممكن الا يحتبس في السجن، ولكنھ سيتم نبذه ومقاطعتھ اجتماعيا. وفي قضية الهند، نحن نجد القانون المختلف منه وفق الدستور الهندي:
المادة من الدستور الهندي رقمها 19 تعطي جميع المواطنين الحق في حرية الرأي والتعبير ولكن يخضعون ل"القيود المعقولة" للحفاظ على جملة أمور "النظام العام" والآداب أو الأخلاق.
و ثمة القوانين في الدستور الهندي التي تقيد حرية التعبير، كما اتضح لنا تحت البند " (153اي) " من قانون العقوبات الهندي في جميع الأمور:
كل من (أ) يشجع أو يحاول تعزيز أي نوع من التنافر أو مشاعر العداوة أو الكراهية أو سوء النية بين عدة الجماعات أو الطوائف أو المجتمعات الدينية، والعرقية، واللغوية والإقليمية، وذالك سواء من خلال الكلمات، إما منطوقة أو مكتوبة، أو عن طريق العلامات أو التمثيلات المرئية وغيرها، نظرا إلى الدين أو العرق أو مكان الميلاد أو الإقامة أو اللغة أو الطائفة أو المجتمع وما إلى ذالك، أو (ب) يرتكب بأي عمل یحول دون الانسجام بين مختلف الأديان والأعراق واللغات أو الجماعات الإقليمية أو الطوائف أو المجتمعات، أو بما يزعج أو يكاد يعكر السكينة العامة، يعاقب بالسجن لمدة قد تصل إلى ثلاث سنوات، أو بالغرامة، أو بالعقوبتين معا.
وكما جاء تحت البند (295اي) من قانون العقوبات الهندي الذي صدر في عام 1927:
كل من له نية مشینة وخبيثة من خدش المشاعر الدينية لأي فئة من [مواطني الهند]، [عن طريق الكلمات، إما منطوقة أو مكتوبة، أو عن طريق العلامات أو بواسطة التمثيلات المرئية أو غير ذلك]، يهين أو يحاول في إساءة الدين أو المعتقدات الدينية من تلك الفئة، سيتم معاقبته بالحبس إما لفترة قد تمتد إلى [ثلاث سنوات]، أو مع غرامة، أو مع كليهما.
والآن علينا تحليل المستوى العالمي حيث نجد أن معاداة السامية محظورة في العديد من البلدان. لا يمكنك التحدث ضدها علنا دون مواجهة أي نوع من العواقب. لا يمكن لأي شخص ان ينفي حتى المحرقة. في الواقع هناك 13 دول غربية، جميعها ديمقراطية حيث "إنكار المحرقة" هو جريمة والمعاقبة عليها هو وضع المجرم في السجن.
ولكل مجتمع ولكل بلد خط لا يمكنك التجاوزعنه .وکذلك شرف النبي محمد- عليه الصلاة والسلام- فھو ليس خارج هذا الخط بالنسبة لهم. لديهم القضايا التي هي أبعد من ذلك الخط.
ومن المستغرب أن كثيرا من الناس لا يعرفون ديفيد جون كاؤديل ايرفينغ. يجب على الناس وخصوصا المسلمين ان يعرفوا عنه ليدركوا أن وجود المعايير المزدوج واضح في العالم. وهو المؤرخ الشهير، لا بل المؤرخ الشائن، الذي ألف 30 كتابا، بما في ذلك غوبلز الشهيرة: ماستر مائيند آف دا ثرد ريج (1996). و في بعض كتبه، يتحدث عن المحرقة ويقول إن الرقم 6 ملايين هو عدد كبير جدا. وكان لا ينفي المحرقة، وما كان يقوم به هو مجرد التساؤلات في أحداث التاريخ (دعني أقول عن نفسي إنني لا ادعم جي سي ديفيد ايرفينغ في أي صورة ولا انكرالمحرقة).
وفیھ يكمن المعيار المزدوج : لم يكن هناك شخص واحد لیدعم ديفيد ايرفينغ، ولم يقل هو مؤرخ لديه الحق في البحث في الماضي، فلم يؤيد أي واحد قائلا إن له الحقوق في تأليف الكتب. وفي الواقع تم إصدار القوانين ضده (نتذكر أن هناك 13 دول غربية، جميعها "الديمقراطية" حيث إنكار المحرقة يعد جريمة) وكذالك طرح السؤال عن العدد من 6 ملايين أيضا جريمة حتى إذا قال شخص إن العدد كان 5.9 مليون بدلا من 6 ملايين، عوقب قانونا!
واحتبس بعض اليهود من هذه البلدان ديفيد ايرفينغ في السجن، بالرغم من أنه لم يكن يعش هناك. وقضت المحكمة ضده لحد أنه عندما زار النمسا التي من المفترض أن تكون دولة علمانية وديمقراطية، كان قد تم إصدار القانون بالفعل ضده (5). والحالة في المحكمة كانت قد سبقت أن تغلق، فتم اعتباره مذنبا. وحينما جاء لإلقاء محاضرة، جاءت الشرطة وألقت القبض عليه ثم وضعته في السجن، فقط لأنه تجرأ على التشكيك في الرقم من 6 ملايين.
اطرح سؤالا لماذا لم تؤيده أي منظمة كبرى، ولماذا لم تقل أي وكالة الأخبار الرئيسية إنه كان يستحق الحق في حرية التعبير؟ ولماذا لم يتم الخیار له في أن يقول ما يشاء؟ أنا، أشيرمرة أخرى بشكل لا لبس فيه، إلى أنني لا اؤيد ديفيد ايرفينغ، ولا أنكر المحرقة. مهما أحاول في هذا الصدد هو ليس سوى جذب اهتمام الشعب إلى المعيار المزدوج أنه عندما ننتقد أولئك الذين يسخرون من نبينا محمد- عليه الصلاة والسلام- فلماذا يتم وصفنا بالتعصب والتخلف وما إلى ذالك.
أنا أريد أيضا الإشارة إلى أنه كان من الممكن ان تقول شيئا عن الناس الأسود (على المستوى العالمي ) أو عن الطبقات المتخلفة في دستور الهند، قبل خمسين عاما فقط أو قبل مائة عام، وذالك لا يمكن لك الآن. وعمل هؤلاء الناس و جاهدوا في التأكد من أن هذه الأشياء أصبحت من المحرمات (في قضية الهند ، يحمي دستورالهند خاصة منهم وغيرهم ضد هذه الانتقادات اللاذعة). وقبل أکثر من 60 عاما، قال هنري فورد وكتب بعض الأشياء التي كانت معادية لليهود، فلم يحدث أي شيء لهم (7،8)، لأن الوقت كان مختلفا. ماذا فعل اليهود؟ لقد حاولوا تثقیف الشعب لیعدوا هذه القضايا من المحرمات الثقافية. ونحن المسلمون بحاجة إلى أن نقوم بنفس الشئ.
(ترجمه من الأنجليزية : غلام غوث، نيو إيج اسلام)
24 أغسطس،عام 2013
1. http://en.wikipedia.org/wiki/Hate_speech_laws_in_India
2. http://en.wikipedia.org/wiki/Antisemitism#Current_situation
3. http://www.antisemitism.org.il/eng/Legislation%20Against%20Antisemitism%20and%20Denial%20of%20the%20Holocaust
4. http://en.wikipedia.org/wiki/David_Irving
5. http://www.theguardian.com/world/2005/nov/17/secondworldwar.internationaleducationnews
6. http://news.bbc.co.uk/2/hi/uk_news/4449948.stm
7. http://www.pbs.org/wgbh/americanexperience/features/interview/henryford-antisemitism/
8. http://history.hanover.edu/hhr/99/hhr99_2.html
URL for the English article: https://newageislam.com/islamic-personalities/defending-prophet-muhammad-introduction-(part-1/d/13151
URL for this article: https://newageislam.com/arabic-section/defending-prophet-muhammad-introduction-(part-1/d/13207