New Age Islam
Fri Sep 20 2024, 08:37 AM

Arabic Section ( 2 Sept 2013, NewAgeIslam.Com)

Comment | Comment

Defending Prophet Muhammad: An Introduction (Part III) ) الدفاع عن النبي عليه السلام: المقدمة (الجزء الثالث

 

سيد منظور عالم، نيو إيج اسلام

(ترجمه من الأنجليزية: غلام غوث، نيو إيج اسلام)

كانت الفئة الأولى من الهجمات التي تم مناقشتها في المقالة السابقة، باطلة ومبنية على عدم وجود الحقائق التاريخية. أما الفئة الثانية من الهجمات، فهي تبدأ من الحقائق المشوهة. وهي ليست كاذبة على الإطلاق بل إنما توجد فيها الواقعية بقليل، ولكنھا مختلطة ببعض العناصر و الأمور الإضافیة التي تغير الحقيقة. كما يقال في مصطلحات الطبخ- إن إضافة بعض النكهات تغير "الطعم" الكامل للشيء.

علينا أن ندرك دائما ما توجد هناك من الطرق السلبية لتمثيل الحقيقة. و أفضل مثال في هذا الصدد هو أن امرأة جاءت إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام و اشتكت إليه  أن زوجها يضربها عندما تصلى  و يجبرها على ان لا تصوم وهو يترك الفجر دائما.

 فدعا النبي محمد-عليه السلام- زوجها و لم يحكم عليه بعد الاستماع إلى الجانب الواحد من الواقع فقط ، ولم يستند حكمه على کلام المرأۃ فقط . فجاء الرجل وقال: يا رسول الله، أنا شاب عندما أعود إلى البيت من الحقول بعد ان اعمل طوال اليوم ، أجد زوجتي تقيم الصلاة، وأنا أريد ان يكون العشاء  جاهزا، ولذلك أنا اطلب منها قصر الصلاة. وإضافة إلى ذالك، هي تصوم كل يوم وأود أن اقترب منها زوجا في بعض الأيام، فلا يجب عليها الصيام على مدار السنة، ومن الممكن ان تصوم في شهر رمضان، وهذا هو السبب أ نني لا أريد أن تصلي بالطول، وكذالك لا أريد أن تصوم النوافل الإضافية.

وأضاف الرجل قائلا "يا رسول الله لدي بعض المشاكل با لنسبة للنوم، أريد أن أستيقظ ولكن بسبب ا لمرض لا أستطيع إلا بصعوبة كبيرة". فأجاب النبي-عليه السلام- أنه يجب عليه أن يصلي عندما يستيقظ من النوم.

بعد الاستماع أيضا إلى الجانب الآخر من القصة ، قال النبي-عليه السلام- إن الزوج هو على الحق، أما زوجته فلا ينبغي أن تقرأ سورة البقرة، و يمكن لها ان تقرأ سورة الإخلاص، ولا مشكلة فيه. وهكذا أيد النبي عليه السلام الزوج.

و السؤال الذي یقفز إلی أذھاننا بنفسه ھو: هل كذبت الزوجة ؟ لا، لم تكذب لإنها كانت صادقة تماما، ولكن هذه مسألة المنظور. هذا هو السبب أن وجود الانحياز ضد الإسلام سيؤدي الشخص إلى رؤيته بطريقة مشوهة.

والمثال الآخر، الذي نجده بصورۃ عامة علی العديد من المواقع المعادية للإسلام، هو أن النبي-عليه السلام- خلال أيامه السابقة في المدينة المنورة كان يلجأ إلى قطع الطريق و يكمن مع أصحابه في جانب الطريق، ويهاجم القافلة التي مرت به ويسلبهم ويأخذ بضائعهم وممتلكاتهم. وبالرغم من أنه كذب تام أن النبي عليه السلام هاجم القوافل ، ولكنھ، في الواقع، يأتي في إطار القسم من الحقائق المشوهة.

هناك أمران: أولا  أنه لم يهاجم النبي عليه السلام وأصحابه أبدا عشوائيا، وثانيا  أنه  لم يتم شن الغارة على القوافل بدون شرط إلا على قريش. وهناك فرق كبير بين القوافل و قبيلة قريش. نعم،  شن النبي عليه السلام وأصحابه الغارة على قريش  ليس لأن النبي وأصحابه كانوا من المتعطشين للدماء، بل للدفاع عنهم بعد ان تحملوا الظلم والاستبداد لمدة 13 عاما في غضون ذالك تم طردهم من وطنهم ، وانتزاع ممتلكاتهم منهم. ما كان للمسلمين من المال شيئا لأنهم كانوا قد تركوه  في العجلة لإنقاذ حياتهم، وإلا لكان قد قتل الآلاف منهم. وهم صبروا على الظلم إلى ان نزلت آية من القرآن الكريم: "  أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير (5:39). وبعد ذالك، رد المسلمون على الظلم. وذالك لأن المسلمين كان لهم الحق في الرد عليه. ولم يهاجم أصحاب النبي عليه السلام  أبدا القوافل من القبائل الأخرى إلا من قبيلة قريش . هذا هو بيان واقعي، لكن يراد به المعنى السلبي.

ومثال آخر للحقيقة المشوهة هو أن النبي- عليه الصلاة والسلام- آمر المحرقة النازية (هولوكوست) لليهود من المدينة المنورة خاصة لبني قريظة. نعم، هذا البيان صحيح لحد أنه تم إعدام اليهود من بني قريظة ولكن لا يعطيك أي شخص التفاصيل عن ذالك، لماذا؟

كان اليهود متهمين بالخيانة والمؤامرة على إطاحة المسلمين في غزوة الخندق التي وقعت داخل المدينة. وهذه هي الخيانة التي تؤدي إلى العقوبة القاسية للغاية في كل بلد  حتى فيما يسمى بالدول "العلمانية والديمقراطية". وحدث هذا الهولوكوست بعد ان تم إحاطة المسلمين بعشرة آلاف شخص من قريش و جيوش الكفار، و ثار بنو قريظة فجأة داخل المدينة المنورة. فحاولوا تحريض الطابور الخامس داخليا. وبالتالي كان من الممكن ان ينجحوا تقريبا، إذا لم يكشف الله- سبحانه وتعالى النقاب عن مؤامرتهم.

وحدث الهولوكست نتيجة للخيانة من اليهود خلال الحرب، وهذه الخيانة تعد الخيانة الکبری في كل بلد. فإن عقوبتهم  لم تكن من أجل كونهم  يهوديين بل من أجل ارتكابهم بالجريمة . وما کان له أية علاقة مع عرقهم أو دينهم . وعلينا ان نأخذ في الاعتبار أن الهولوكست  لم يحدث من حكم النبي محمد عليه السلام  ولكنه وقع بعد حكم سعد بن معاذ، الذي تم تعيينه  لفرض العقوبة عليهم. فهذا صحيح أنه تم إعدام  اليهود، ولكن الحقيقة هي مختلفة ! ولا يجب ان نخلط بين الواقع مع مجرد الحقائق.

والحقيقة المشوهه الأخرى هي أن النبي في البداية كان  يحب اليهود والمسيحيين جدا ولكن في وقت لاحق سخر  منهم. وهذا صحيح ولكن الحقيقة لا تتضح إلا بعد معرفة التفاصيل. كان النبي يحب اليهود والمسيحيين في البداية آملا في أن هؤلاء الناس هم من أهل الكتاب، وكان متفائلا بأن هؤلاء الناس سيؤمنوا بنبوته و يتبعونه.

بدلا من ان يؤمنوا به، حاولوا ان يقتلوه أكثر من ثلاث مرات، و رفضوا رسالته بشدة ، وأيدوا الوثنيين، كما جاء في القرآن الكريم. وھذا ھو السبب أن النبي عليه السلام قطع كل العلاقات معهم.

ولذالك لیست هذه کلھا إلا أنصاف الحقائق أو الحقائق المشوهة. وإنما ھي مسألة  المنظور وتشويه الحقيقة. ويعطي المنظور دائما  انطباعا سلبيا، حتى وإذا لم يتم إعطاء السياق الصحيح وإذا لم ننظر إلی الأشياء على أساس تاريخي . وعندئذ يمكن لنا  ان نعرف  الواقع وراء الحق. لذالك مهمتنا هو وضع السياق وإعطاء  الإطار المرجعي.

31 أغسطس، 2013

URL for Part 1: https://newageislam.com/arabic-section/defending-prophet-muhammad-introduction-(part-1/d/13207


 URL for Part 2: https://newageislam.com/arabic-section/defending-prophet-muhammad-introduction-/d/13296

 

URL for English article: https://newageislam.com/islamic-personalities/defending-prophet-muhammad-introduction-(part-iii/d/13174

 

URL for this article: https://newageislam.com/arabic-section/defending-prophet-muhammad-introduction-(part-iii/d/13321


 

Loading..

Loading..