آفتاب أحمد ، نيو إيج إسلام
(ترجمه من الإنجليزية: غلام غوث، نيو إيج إسلام)
10 يونيو 2014
إن الآيات المتعددة القرآنية تلقي الضوء على قدرة الله تعالى الكاملة ووجوده المحيط بكل شيء واستقراره وتقول إن الله عز و جل موجود في كل مكان ومع الجميع في كل وقت. لا يستطيع أن يراه الإنسان ولكنه يرى كل إنسان و شيء. ويسمع الله تعالى نداء العابدين وأقرب إليهم من حبل الوريد. كل ذالك جوهر القرآن الكريم، لذالك ليس ثمة حاجة لاقتباس الآيات التي تؤيد هذه الرسالة.
هذه الرسائل التي تتحدث حول حقيقة وجود الله تعالى ليست موجودة فقط في القرآن الكريم بل إنما تم وصفها في جميع الأديان السماوية وجميع الكتب الإلهية أيضا. ولذلك، تم العثور على الآيات التي تصف بأن الله موجود في كل مكان وأن له قدرة كاملة واستقراره في جميع كتب الأديان خاصة في القرآن. كما توجد مثل هذه الرسالة في الكتاب المقدس وفي آيات الفيدا. إن الآيات في القرآن الكريم تطلب من الناس أن يحاولوا حتى يقتربوا من الله تعالى بممارسة التأمل والذكر والتركيز الروحي. القرآن يدعو أتباع الإسلام أن يشعروا بأن الله عز وجل قريب منهم وله القدرة الكاملة ووجوده محيط بكل شيء ثم يزيلوا الحواجز بين الله والإنسان. هناك آية قرآنية تشرح للمسلمين أنه إذا لم يملأ الإنسان قلبه بذكر الله سبحانه وتعالى، استبطن الشيطان قلبه فخالط لحمه ودمه وأذنه ثم مضى إلى مخه وأضله. وهذا يعني أن الله سبحانه وتعالى لا يرجو المسلمين والمتبعين أن يسمحوا للشيطان بأن يحول بينهم وبين الله سبحانه وتعالى.
إن الصوفية والسادهو والذين لهم نزعة روحية قد حاولوا جميعهم لإزالة الشيطان من قلوبهم إلى أن يتقربوا من الله سبحانه وتعالى.
هذه الممارسة والفكرة قد جعلتهم يشعرون بأن الله تعالى موجود في قلوبهم وحولهم وأن الله تعالى جوهر كل وجود في العالم. ولقد شعروا بوحدة الوجود بطريقتين ميتافيزيقية وبصرية كليهما. وهذا ما تسبب في فكرة وحدة الوجود و وحدة الشهود.
وأعظم داعي لفكرة وحدة الوجود كان إبن عربي رضي الله تعالى عنه في حين كان أعظم داعي لفكرة وحدة الشهود الشيخ مجدد الف ثاني رحمه الله تعالى. وثمة آيات في القرآن الكريم تؤيد هذه الأفكار.
" فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (30:30)
قد ترجم الدكتور إقبال كلمة "فطرة" الله تعالى بعادة الله تعالى. والآية الأخرى التي تؤيد هذه الفكرة هي ما يلي:
" هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ" (7:189)
والآية السابقة حرجة للغاية كما شرحها بعبارات بسيطة قد يعني أن الله والإنسان متشابهان في الطبيعة والتي لا تعنيها الآية في الواقع. إذا شرحنا الآية بهذه الطريقة انتهكنا الآيات القرآنية التي تقول بأن الله هو فريد من نوعه ولا يمكن تشبيهه بأي شيء.
" لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ ۖ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" (16:60)
" فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " (16:74)
فماذا تعني الآية؟ تعني الآية أن الله قد خلق الإنسان وكل شيء في هذا العالم بقدرته وبتصرف صفاته. هكذا هناك نوع من الوحدة بين الله عز وجل والإنسان فلا يريد الله تعالى من الإنسان أن ينتهكوا هذه الوحدة أو يكسروها من خلال سماح الشيطان بأن يحول بينهما. يمكن أن توجد الوحدة بين الشخصين غير المتساويين، وبين الكبار والصغار وبين الأقوياء والضعفاء وهلم جرا. وتستند فلسفة فيدانتا أيضا على نفس الاعتقاد بأن الله يمكن أن يتخذ أشكالا كثيرة وفقا لمشيئته. ولذلك، الفلسفة الهندوسية للتناسخ تقول إنه عندما يسيطر الشر في الأرض، والله يدمر الشر وهو في أشكال متعددة. وفي الديانات السامية يختلف هذا الاعتقاد قليلا. حسب موقفها يجسد الله نفسه في شكل الأنبياء الذين أنزلوا لتدمير الشر في الأرض واستعادة الإيمان. فهم ليسوا الله سبحانه وتعالى.
وفقا لفلسفة ناث وسيدها، يسمى الكائن الأسمى شيفا. وشيفا وجود لا شكلي لديه القدرة على الإبداع الذي يسمى شاكتي. عندما يمارس شاكتي نفسه، يقلل شيفا من اللا شكلي المحدد له في مراحل مختلفة مثل أبار ثم بارام، ثم شونيا ثم نيرانجان، ثم براماتما وثم في حوالي 25 مرحلة مختلفة ويأخذ أخيرا شكلا ماديا (مثل الإنسان والحيوان والنباتات الخ). وهذا الإبداع لا يعني خلق شيء جديد ولكن لتحويل نفسه إلى أشكال مختلفة. هذا وحدة الوجود عند الصوفية. عندما يقلل هذا الغموض للشكل من غموضه في مراحل مختلفة من الروحانية، فإن الصوفي أو السادهك يلتقي بشيفا الأصلي. (الإله)
والفكرة الأخرى، وحدة الشهود، لا تختلف عن فكرة وحدة الوجود إلا في التصور. هي تحدد الكون المرئي كله مع الله تعالى كما هو الحال مع وحدة الوجود. وفقا لهذه الفكرة، كل شيء في الكون هو مظهر الكائن الأسمى. في المجتمع البدائي، أدى هذا الاعتقاد الناس إلى عبادة كل الظواهر والأشياء في الطبيعة ولا سيما عبادة الأقوياء في الخشوع والخوف. بهذه الطريقة، أصبح الكون كله إله كبيرا.
والآية القرآنية "الله نور السماوات والأرض" هذا أساس الفكرة لوحدة الشهود. والنور هناك لا يعني المادة البدنية أو المادية بل يدل في المعنى المجازي على الحقيقة المطلقة وأن وجوده محيط بكل شيء. وقد كتب الدكتور إقبال وهو لا يتفق مع وجهة نظر العالم القرآني أسلم جيراجبوري على هذه الآية، في رسالته 9 ديسمبر عام 1930.
ولكن لا ينبغي أن ينظر إلى هذه الآية من وجهة النظر التاريخية. مثل هذه الآيات موجودة تقريبا في جميع الكتب السماوية القديمة. وهذا لا يعني أن الله نور بالمعنى المادي. النور مجرد استعارة الذي تم استخدامه في الكتب السماوية القديمة لأغراض وحدة الوجود كي تشدد على أن وجود الله محيط بكل شيء. وفي رأيي المتواضع، قد استخدم القرآن هذا المجاز القديم لإظهار الحقيقة المطلقة لله تعالى، وذالك لأن في العالم المادي، وفقا للأبحاث المؤخرة، النور وحده هو المطلق نسبيا".
وبعد المناقشة التي أجريت أعلاه، يمكن الاستنتاج أن فكرة وحدة الوجود ووحدة الشهود ليست بدعة الصوفية المسلمين ولكن لها جذورها في جميع الكتب المقدسة الإلهية من الفيدا حتى القرآن الكريم.
السيد آفتاب أحمد هو يساهم في بعض الأحيان إلى موقع نيو إيج إسلام وهو صحفي مستقل. ولا يزال يطالع القرآن الكريم منذ أوقات.
URL for English: https://newageislam.com/islam-spiritualism/the-philosophy-wahdat-ul-wujud/d/87417
URL for this article: https://newageislam.com/arabic-section/the-philosophy-wahdat-ul-wujud/d/87438