New Age Islam
Mon Nov 04 2024, 07:01 AM

Arabic Section ( 4 Jun 2014, NewAgeIslam.Com)

Comment | Comment

Let’s Now Look Within! لنحاسب أنفسنا الآن ولا نقتصر علی النقاش حول ناريندر مودي وأعمال الشغب بولاية غوجارات وهدم المسجد البابري بالهند

 

 

الدكتور غلام زرقاني

(ترجمه من الإنجليزية: غلام غوث، نيو إيج إسلام)

4 يونيو 2014

من المبادئ الديمقراطية أن لديك جميع الحقوق في انتقاد المرشحين قبل الانتخابات ولكن إذا فاز أحدهم فيها كان من الواجب أن تقبله أو تقبلها ممثلا أو ممثلة للدائرة كلها أو إذا تم تعيينه رئيس الوزراء فإنه عليك قبوله ممثلا للدولة كلها. وهذا هو السبب أن المرشحين الخائضين في أجزاء مختلفة من الدولة الديمقراطية، الهند ينافسون منافسة مريرة وكلامية عنيفة مع بعضهم البعض، وذالك خلال الانتخابات ولكن بعدما فاز أي مرشح يتسرع جميع المرشحين المنهزمين إلى تقديم تهنئة له. وهذا يشير رمزيا إلى الحقيقة أن المرشح الفائز في دولة ديمقراطية مثل الهند يكون ليس فقط ممثل لمنطقته الخاصة به أو مجتمعه بل يكون ممثل الدولة بأكملها أيضا. وآخذا في الاعتبار الجدي سندرك أن هذا المبدأ الديمقراطي يجب أن يتم تقييمه، ولأنه إذا لم نفعل كذالك، فإنه قد يقف المرشحون المنهزمون مع الانفعلات القوية ضد الفائز. وبالتالي، ستتعرض دولتنا للفوضى والاضطراب والشغب والخلل وتصل إلى حالة حربية، وذالك فور بعد إعلان نتائج الانتخابات.

وبطريقة مماثلة، تطلب منا هذه القيمة الديمقراطية الأساسية أن نرحب برئيس الوزراء الذي تم تعيينه حديثا بكل عطف بغض النظر عن الانتماء الديني أو السياسي. وبعبارة أخرى، لدينا الحرية الديمقراطية الكاملة في انتقاده قبل أن يتم تعيينه رئيسا للوزراء ولكن بعد أن يتولى منصبه فلا حق لنا في التشدق ضد كونه رئيس الوزراء للهند. ولا يجب أن ننتقده إلا إذا تم العثور عليه مذنبا لإلقاء الضرر على المصلحة المجتمعة أو الدولية. ويجب أن نوجه الانتقادات مباشرة إلى تطورات مقلقة جديدة إذا وجدت، وليس إلى السيد مودي كونه رئيس الوزراء.  

وعلى العكس من ذالك، ما أرى في الصحف الأردية والإعلام الإلكترونية والمواقع الاجتماعية هو أن بعض الناس ينشغلون بكل نشاط في كتابة العبارات والبيانات الاستفزازية وتحميل الصور المؤسفة التي تشير إلى هدم المسجد البابري وأعمال الشغب التي وقعت في ولاية غوجارات الهند. ولا أعتقد أنه يجب أن نمحو ذكرى هذه المآسي من عقولنا ولكنني أؤكد بوضوح أنه ليس هذا الوقت المناسب لنا أن نبكي على اللبن المسكوب. إن إثارة المشاعر الدينية ، في أي حالة من الأحوال، لا تبشر بالخير لنا المسلمين. ويجب أن نطفأ نار الاستقطاب الديني بكل ما لدينا من الحكمة، حتى إذا تم إثارتها من الجماعة ذات الأغلبية. ومن الواضح أن القوات الطائفية في دولتنا مستعدة بحماسة اليوم ويمكن أن تضرنا بشدة إذا ارتكبنا حتى خطأ صغير.  

وحاليا، تلقينا النبأ أن أعضاء المركز الثقافي الإسلامي للهند (IICC) اختلفوا ببعضهم البعض حول قضية استقبال رئيس الوزراء للهند السيد ناريندر مودي. ويرغب البعض في استقبال السيد مودي في حين لا يريد الآخرون كذالك. أما بالنسبة لي، فمن المناسب للمسلمين الهنود أن يرحبوا بالسيد مودي باعتباره رئيس الوزراء لدولتهم، إذا لم يكن ذالك باعتباره رئيس الوزراء لولاية غوجارات. ويجب أن نقبل الحقيقة أن رئيس الوزراء الجديد لدولتنا سوف لا يفقد منصبه حتى خمس سنوات طويلة وربما أكثرمن ذالك إذا تواصلت حالة جيدة. وفي أي حالة من الأحوال، لا فائدة للمسلمين أن يهيجوا وينتقدوا السيد مودي. إن الاستمرار في مقاطعة السيد مودي حتى اليوم لن يساعد المجتمع المسلم. ولا ينبغي لنا أن ننسى أنه هناك شتى المناطق الهندية التي يعيش فيها المسلمون، بأعداد قليلة جدا، مع إخوانهم من المجتمعات الأخرى. ونظرا إلى ذالك، قد يقودهم الخطأ الطفيف من جانبنا إلى خسائر فادحة لا يمكن إصلاحها. ومن حيث كون المسلم، كل فرد من أفرادنا مسؤول عن ضمان التحسين للمجتمع المسلم بأكلمه وليس لنفسه فقط.

والآن يجب أن نؤكد أننا نبذل جهودنا في إحراز التقدم على خطوط البناء سواء كان الحزب الحاكم من البلاد معتدلا أو طائفيا. والآن علينا أن نتخلص عن سوء الفهم أننا نحرز التقدم السريع من دون جهد شاق، إذا حكم الحزب المعتدل البلاد. إذا لم تصدقني، عليك التحليل في تاريخ الماضي و محاولة لتكن على علم بما فعل الكونجرس للمسلمين فجعل الآمال والوعود الكاذبة غير المنتهية فقط. كم نسبة للمسلين الذين أحرزوا التقدم خلال حكم الكونجرس؟ وفي أية مجالات الحياة تطور المسلمون من ولاية أوترابراديش التي كانت بقيادة الأحزاب المعتدلة؟ أي تقدم أحرزه المسلمون من ولاية بهار التي أيضا كانت بقيادة الذين يسمون أنفسهم بمعتدلين؟ وكم عدد المسلمين الذين أصبحوا مزدهرين وأثرياء في ولاية بنجال حيث يرى الحزب الحاكم معاونا لهم؟ هذه الحقائق المهمة تخبر على أنه من يحاول محاولة جادة ويعمل جيدا في هذا العالم يتحقق النجاح.  

سوف لا نتحقق النجاح إلا إذا كانت لنا العاطفة الفطرية والتفاني الصادق للمضى قدما للتقدم في مجالات العلم والمعرفة والتكنولوجيا والاقتصاد والمجالات الأخرى من الحياة. في الواقع، إذا ثبتت سياسات الحزب الحاكم الإيجابية والبناءة كان جهدنا القليل رائعا ومستغربا. وإذا كانت تتحول إلى السياسات السلبية وتأخذ العداوة ضدنا يجب أن نبذل مساعي جادة ممكنة لتحقيق النجاح. يمكن أن أقول بكل قناعة أن هذا الموقف الإيجابي سيؤدي إلى النجاح والتقدم.

وأخيرا، أريد أن أحكي قصة ملهمة من النجاح الذي تحققه مسلم من زملائي في هيوستن أمريكا. وبعد ما أكمل الدكتوراه من جامعة علي كره الإسلامية، الهند، حصل على وظيفة في إحدى أكبر الشركات الأمريكية حيث لم يجد أي مسلم غيره. ذات يوم، عقد موظفه اجتماعا في مكتبه. فطلب من الموظف بأدب أن يعطيه الرخصة لأداء صلوة الجمعة. فقال لي صديقي إن الموظف آذن ليس فقط لأداء صلوة الجمعة بل بدأ يحضني على الذهاب إلى المسجد كل يوم الجمعة. هذا التعاطف العميق لمسلم كان في ذالك الموظف غير المسلم، كما قال لي صديقي، وذالك لأن جهوده الاستثنائية أعجبت ذالك الموظف. وبما أن صديقي كان مسلما وحيدا في الشركة كلها، عمل عملا شاقا في محاولة لإثبات وجوده من حيث المسلم. وبالرغم من أن التظاهرات ضد الظلم والاضطهاد ليست غير عادلة، فإن الاحتجاجات المستمرة ليست من الحكمة على الإطلاق. وعلينا أن نتخلى عن مثل هذه المواقف الراكدة ونستيقظ لنبذل مساعي جادة متواصلة مع تجدد الطاقة والتطلعات آملا في أننا سوف نرى مستقبلا مشرقا.     

الدكتور غلام زرقاني هو عالم إسلامي ينتمي إلى ولاية جمشيدربور و هوأستاذ حاليا في قسم اللغات العالمية بكلية لون ستار، هيوستن أمريكا.

URL for English article: https://newageislam.com/islam-politics/let’s-now-look-within!-let/d/87318

 URL for this article: https://newageislam.com/arabic-section/let’s-now-look-within!-/d/87354


 

Loading..

Loading..