سهام علي
يعتبر مهرجان فاس للثقافة الصوفية، الذي يتواصل حتى يوم السبت 19 أبريل في العاصمة الروحية المغربية، أكثر من مجرد ترفيه.
ففي الوقت الذي تتصاعد فيه الأصولية والتطرف الديني، يمكن للإسلام الصوفي أن يحارب الفكر الرجعي، حسبما خلص عليه المشاركون والزوار.
يقول مدير المهرجان فوزي الصقلي إن الاحتفال السنوي "يسمح للناس باكتشاف التراث الروحي للصوفية في المغرب والعالم بمختلف أشكال التعبير الثقافي الروحي والاجتماعي الخاصة بها".
من جهته قال كورو بينيانا، وهو مغني من إسبانيا "يأتي العشرات من الفنانين والزوار من مختلف الجنسيات كل عام للاحتفال بالسلام والتسامح".
وقد خصصت الدورة الثامنة من المهرجان الذي يستمر أسبوعا كاملا للاحتفاء بالصوفي والفيلسوف العربي الأندلسي محيي الدين بن عربي.
ومع ذلك فهناك العديد من الطرق الصوفية، بما في ذلك المغنيين الشباب من الطريقة البودشيشية، التي توجد في قلب فعاليات المهرجان.
وفي هذا الصدد قال عبدالواحد أفيلال العضو في مجموعة السماع الوطنية إن هدف جميع المشاركين هو تشجيع السلام والتسامح.
وقال أيضا "الصوفية تجربة تطهر الروح. فالكمال يأتي من التعلم والمثابرة".
بدورها قالت الباحثة الاجتماعية سميرة القاسمي في لقاء مع مغاربية إن المغرب ظل دائما يولي اهتماما خاصا بالصوفية من خلال العديد من الطرق الصوفية في جميع أنحاء البلاد.
وأضافت قائلة "هذه الطرق تلعب دورا مهما في نشر المعرفة وأفضل الممارسات ومبادئ التسامح والسلام".
ويقول منظمو المهرجان إن الطرق الدينية الصوفية في المغرب أصبح لها تأثير دولي عبر الوقت وأصبح لديها العديد من الفروع في دول مختلفة.
وقال الصقلي "لقد ساهمت الأدوار التي تقوم بها هذه الطرق الصوفية في التعليم والتربية المدنية والروحية والالتزام بالتنمية البشرية والوساطة من أجل السلم، إضافة إلى تراث ثقافي عميق وخلاق، في تشكيل نموذج للثقافة الإسلامية في المغرب".
أما الباحثة الاجتماعية ماريا السنوسي فأشارت إلى أن مهرجان فاس "يزاوج بين روحانية الصوفية والعمل الاجتماعي".
وأضافت أن تعرض الشباب للإسلام الصوفي من شأنه أن يساعد في القضاء على التطرف الديني. فالعديد من الأسر تشجع الشباب على التوجه نحو الطريقة الصوفية.
وأردفت تقول "أظهرت التجربة أنهم تمكنوا من صنع النجاح في مستقبلهم والعيش بانسجام مع مبادئهم وأهدافهم".
في هذا السياق اكتشف هشام صيباري، الذي يبلغ من العمر 28 عاما، الطريق الصوفي منذ خمسة أعوام بفضل عمه.
يقول هشام في حديث لمغاربية "لا أفوت أبدا أي مهرجان للموسيقى الصوفية في فاس حتى لو كنت أقيم في أغادير".
وأضاف "اتباع الطريق الصوفي مكنني من اكتشاف السلام الروحي والتقدم في حياتي الشخصية والمهنية في وقت كنت فيه ضائعا".
وأوضح صديقه حمزة قائلا "الصوفية قد تقي الشباب من أن يصبح فريسة للمتشددين دينيا الذين لا يترددون في استغلاله لتحقيق أهدافهم الشيطانية".
ويعلم حمزة هذا الموضوع جيدا، حيث أن أحد أصدقائه كاد أن يقع في طريق التطرف .وقال في هذا الصدد "لحسن الحظ وجد أناسا قريبين منه ساعدوه للخروج من غياهب التطرف".
19-04-2014
Source: http://magharebia.com/ar/articles/awi/features/2014/04/18/feature-03
URL: https://newageislam.com/arabic-section/a-sufi-festival-that-inspires/d/66623